لا تعتذر أنا أعتذر
أنت هناك كنت و ستبقى و أنا هنا كنت و سأبقى
كنا في يوم ندعى بالأنا و النحن
والآن ندعى بأنت أنت و أنا أنا
أنت من رسمك الزمان ملك الأزمان
و منحك وسام رجل النساء
و طوق قلمك بساحر لقلوب الأناث
و أنا من جعلني الزمان ملكة الملكات
أمرأة الحرف الحر و الهمس و الحس
لم تخلق أنثى عبثاً بل لسبب و أسباب
فأنا أنسان أشبه بملاك يمشي على الأرض
و يعيش بين البشر بسبب ذنبك أيها الأنت.
ألتقينا في الحرف و الحروف
وأجتمعنا في عالم اللا شعور
و أحببنا و عشقنا بلا شعور
فرحنا وضحكنا بلا ههموم
حزنا و بكينا دموع بلا ذنوب
فكان الحب والغرام و العشق
إلى أن كان الوداع و الفراق و الحزن.
لا تعتذر أنا أعتذر
كان صدى الفراق يدق أبواب أحلامنا
و كان ثوب الوهم يلبس أيامنا و ليالينا
تحولت أحلامنا اليقظة إلى أحلام سبات عميق
لا تريد أن تستيقظ لكي لا تكبر و تتحول إلى خيالات
ما ذنبي ان كان الفراق قدرنا و مصيرنا
و البعد و المسافات تعترض طريقنا
حتى أصبحت سبب عذابنا و آلآمنا.
لا تعتذر أنا أعتذر
أطيافنا من أحبت و عشقت أرواحنا
هي الأطياف من تقرر القرارت و تتخذ الخيارات
هي من أغرقتنا في بحر الحب و من ثم بحر الأحزان
هي من سكرتنا من كأس الغرام و من ثم كأس الآلآم
حتى ثملنا من رحيق العشق و من ثم عبير الحداد
رسمت أحلامنا للحظات و أنهتها بلحظة
خططت حياتنا لسنين و هدمتها بلمسة
هي من أنارت لنا بأجمل الأنوار بداية ما كان بيننا
و اختلقت و أوجدت سواد نهاية لكل ما لم يكن بيننا.
أعتذر سفينة حبنا كان بها الكثير من الثقوب لكثرة الدموع
أشرعتها كانت أشلاء خيوط دمرتها شكوك القلوب
كانت بلا قبطان فأبحرنا بها دون مرشد ولا دليل
أعتذر على رحلة كانت بدايتها جميلة و نهايتها حزينة.
لا تعتذر أنا أعتذر
لأقتحام طيفي عالمك الذي لا أنتمي فيه
أو قد يكون طيفك لا ينتمي لعالمي الغريب
أعتذر أعلم أن لغة قلبي جميلة و لغة قلمي عجيبة
و أنه لا يتواجد إلا القليل و الأقلية الذين يتحدوثها
لكنها موجودة و سيبقى طيفي يبحث عن متحدثيها
فأن قلتُ لك في يوم أن طيفك كان جميل
فسأقول أنه كان و مازال و سيبقى
أجمل ذكرى طيف غريب لطيفي العجيب
في زمن مرت به أطيافنا الجميلة مرور الكرام.